التأمل المفيد (٨٩)

الحلقة الأولى من سلسلة الجنة والكعبة .. وتذكير الحجر الأسود لنا بالجنة -كونه منها- مرات عديدة يوميا؛ كلما اتجهنا إلى القبلة؛ في صلاة وغيرها مما شرع لنا ربنا استقبال القبلة له !!

قال الله تعالى: {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا ..} [ق : ٣٥] !!
وسيكون -بعد توفيق الله تعالى- هذا الجزء من الآية الكريمة: {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا} ، ملهما ومرشدا لي في كتابة هذه الحلقات !!

وقبل الولوج في الموضوع، أنبه على أن الحياة في هذا العصر، قد غلب عليها الجانب المادي، حتى صار البعض من المسلمين لا يذكر الجنة إلا إذا ذُكِّر صدفة بها !!

ما دمنا -كمسلمين- نتعرض لتذكر الجنة بهذه الكثرة -سواء عند توجهنا إلى القبلة بحجرها المنزل من الجنة، بصلاة أو دعاء أو دفن ميت، وغير ذلك من الأمور التي وجه فيها الإسلام، بمراعاة القبلة حين القيام بها !! أو كلما قرأنا عن الجنة في كتاب ربنا تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم- فلنطلق لخيالنا العنان، في التمني على الله تعالى بأمنيات، نسألها ونطلبها من الآن .. {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا}، كما تمنى بلال رضي الله عنه فقال: “غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه”، صلى الله عليه وسلم !! [سير أعلام النبلاء 1/360]، لعل ذلك أن يزيد من شوقنا إليها !!

وأول ما أحب أن أتأمله في جنة ربنا هو قوله تعالى: { .. وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران : ١٣٣] !! 
أتمنى من الله تعالى أن يديم  تفكيري كل يوم في كبر وضخامة ووسع هذه الجنة !!عوضا عن الإغراق في التفكير في العقار والأراضي، كما يفعل البعض اليوم !!

فوسع السماوات -كما يقول المختصون- أمر مهيل .. مهيل !! -ولا يعلم وسعها إلا الله تعالى- وإننا لنرى أرضنا، وهي هباءة وذرة بجانب هذه السماوات، وأحدنا لا يملك منها سوى أمتار معدودة لمسكنه، فكيف بالجنة ؟!!

اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل !!

نواصل في الحلقة القادمة من هذه السلسة  -بإذن الله تعالى وتوفيقه- الحديث عن الجنة !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعله) !!