الحلقة التاسعة من سلسلة “حاجة البشرية لأشهر الحج المعلومات”، قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} [البقرة : ١٩٧] !!
عندما يهلّ هلال شهر شوال من كل عام؛ تحل على البشرية أشهر الحج المعلومات !!
تتجه أنظار وقلوب المسلمون في كل بقاع الأرض في هذه الأيام المباركة -عشر ذي الحجة- نحو قبلتهم التى جعلها الله تعالى هدى للعالمين !! ولئن كان هدى البيت للعالمين كافة؛ فكيف عساه يكون هداه لهم كمؤمنين؛ وقد ارتبطوا بها خمس مرات في اليوم والليلة؛ يتجهون إليها في صلاتهم، بل ويُوجهون إليها في قبورهم بعد مماتهم ؟!!
إنها قبلتهم في توحيدهم لله تعالى؛ سواء توحيد معرفة الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، قال تعالى في بيان أن المقصد الأعظم من وجود كعبة التوحيد هو معرفته سبحانه: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة : ٩٧]، أو توحيد الطاعة والاتباع، قال تعالى حكاية عن الخليل عليه السلام وهو يرفع قواعد البيت قائلا: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة : ١٢٨] !!
وهي قبلتهم في الطهر من كل الخبائث والآثام؛ الحسية والمعنوية .. كيف والطهر أول أعمال التوحيد العملية التي أُمِر بها سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ؟!! قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر : ٤] !! فحري بكل مسلم في كل بقاع الأرض أن يطهر نفسه وأهله وبيته من كل ما يخالف الشرع الحنيف، خاصة وقد بارك ومد الله تعالى له في عمره وأدرك أفضل أيام الدنيا؛ عشر ذي الحجة !!
وهي قبلتهم في أمنها الذي خصها الله تعالى به، قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة : ١٢٥] !! فحري بكل مسلم في كل بقاع الأرض أن يعي المفهوم الشامل للأمن في الإسلام؛ وهو حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض !! عاملا بتشريعات ربه تعالى التي تحقق له أرقى درجات الأمن في هذه الضرورات الخمس كلها !!
وهي قبلتهم -وفيها حجران يكفر الله تعالى خطايا العبد بمسحهما، قال صلى الله عليه وسلم: (إن مسحهما كفارة الخطايا)صححه الألباني [صحيح الترمذي (959)]- هي قبلتهم في تذكيرهم بضرورة استمرار توبتهم إلى الله تعالى وطلب مغفرته وعفوه !!
وهي قبلتهم في تذكيرهم بمآلهم الأخروي الذي يطمعون فيه .. جنة عرضها السماوات والأرض !! فحري بكل مسلم في كل بقاع الأرض أن يكون توجهه نحو القبلة وحجرها الأسود الذي نزل من الجنة؛ تذكيرا له بالجنة مرات عديدة في اليوم والليلة !!
اللهم اجعل هذا البلد آمنا !!
نواصل في الحلقة القادمة من هذه السلسة -بإذن الله تعالى وتوفيقه- الحديث عن أشهر الحج المعلومات !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!