التأمل المفيد (٥٨)

الحلقة السابعة عشرة من سلسلة “علوم الإدارة والإسلام”، قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة : ١٠٥] !!

استمر -بعون الله وتوفيقه- في عرض لبعض المشكلات وحلولها في علم الإدارة الإسلامي !!

ثانيا: المشاكل الخاصة بالفرد المسلم مع غيره !!

كما ذكرت في الحلقة الماضية: لا أريد استقصاء كل ما يطرحه الإسلام من حلول لمشاكل تواجه الفرد المسلم مع نفسه، كذلك الأمر هنا بالنسبة لمشاكل الفرد مع غيره؛ فليس المقصود استقصاء جميع المشاكل، كمشاكل التعامل في البيع والشراء، والقرض، والرهن ، والمساقاة والمزارعة، والإجارة، وباقي أبواب التعاملات التي شملت كل جوانب الحياة، ممّا يعتري الفرد فيها من المشاكل؛ التي لا تؤثر سلبا على أدائه وإنتاجه هو فقط !! بل تؤثر على أداء المجموعة التي يتعامل معها من الناس !!

غير أني أقف مع أعظم كيان يتعامل فيه الفرد مع غيره؛ ألا وهو كيان الأسرة العظيم !! وكيف اعتنى الإسلام بتأسيس هذا الكيان ودوام استقراره !! ومن ثم وضع الحلول النافعة عند بروز أي مشاكل تعامل فيه !!

وليس هدفي استقصاء كل الحلول التي وضعها الإسلام لمواجهة مشاكل التعامل بين أفراد الأسرة؛ سواء الزوجين مع بعضهما، أو مع الأبناء، أو مع أقربائهما أو حتى مع جيران الأسرة !!

لكنني سأختصر الموضوع بطريقة غير مألوفة للقارئ الكريم !! وهي طلبي منه أن يمعن النظر والتأمل -بنفسه- في الفرق بين أسرة مسلمة تعيش في كنف الإسلام وتهتدي في كل أمورها بهدي خالقها !! وبين أسرة أخرى من أسر غير المسلمين؛ تستظل بقوانين من أهواء البشر وعلمهم القاصر المحدود !!

إن ممّا يحزن عن أُسَرِ غير المسلمين أن كثيرا منها تبدأ بداية تغضب جبار السماوات والأرض !! وهي البداية بالعلاقات الجنسية -المحرمة في كل الأديان- !! وبداية كهذه كفيلة بتدمير الأسرة في زمن يسير، بسبب فرص الخيانات الزوجية المتزايدة، بتبني نمط حياة تشيع فيه وتسهل الفاحشة !!

لم تفرز أُسَرِ غير المسلمين -القائمة على هذه العلاقات الجنسية المحرمة- مشاكل عادية تؤثر على إنتاج الفرد وأدائه !! بل أفرزت القتل والانتقام فيما بينهم بأرقام مخيفة !!

كذلك لم تفتقد الأسرة غير المسلمة منهج الله الذي ينظم الزواج -من لدن العليم الحكيم- فقط !! بل افتقدت كذلك نظام الميراث الإسلامي !! ليحل بديلا عنه لديهم؛ وصية يكتبها المورث مع محاميه ليقررا معا لمن يذهب ماله بعد وفاته !! وقد حصل أن ورِث كلب أموالا طائلة من مالكه !! وأخ قتل أخاه لأن والده خَص أحد أبنائه في وصيته بمزرعة دون باقي أولاده !!

ناهيك عن التأمين على الحياة؛ الذي ما أنزل الله تعالى به من سلطان !! فكم من وقائع موثقة لجرائم قتل حصلت بسببه في الأسرة ؟؟!! فزوج يستأجر قاتلا ليقتل زوجته؛ مستعجلا على ما سيحصله من مبلغ التأمين على حياتها، والعكس يحصل كذلك؛ بقتل الزوجة زوجها -بطريقة أو أخرى- طمعا في مبلغ التأمين !!

ومن أغرب الجرائم الموثقة لدى بعض الأسر غير المسلمة: قتل عشيق عشيقته وجنينها في بطنها؛ لعدم تحمل تكاليف الحمل بعد الزنا، ولأن الفتاة تريد الإبقاء على الجنين !!

فالحمدلله على نعمة الإسلام .. واللهم ارزقنا الفقه في الدين !!

نواصل في الحلقة القادمة -بعد عون الله تعالى وتوفيقه- استعراض باقي أنواع المشكلات وحلولها في علوم الإدارة الإسلامية !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!