الحلقة السادسة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
وفيها نستمر -بعون الله تعالى- في عرض لفتات إيمانية، نزداد فيها (علما، أو معرفة) بربنا عز وجل من خلال كتابه الكريم !!
قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان : ٢٧] !!
لا إله إلا أنت سبحانك ما أعظمك !! تُرى أين سيذهب خيال المتأمل لهذه الآية الكريمة ؟!
أفي عدد أشجار الأرض التي لا تُعد ولا تُحصى -مع أن عدد أشجار الزيتون فقط؛ قُدِرت في عام ٢٠٠٥ كما ورد في الموسوعة الحرة ويكيبيديا بنحو ٨٦٥ مليون شجرة زيتون في العالم، فكيف بباقي أنواع الأشجار الأخرى ؟!!- لتكون أقلاما تُكتب بها كلمات الله تعالى التامة ؟!!
أو في البحار الواسعة -وقد بلغت مساحة المحيط الهادي لوحده ١٦٩.٢ كم٢ .. وأعمق نقطة فيه على عمق ١١ كم، كما ورد في الموسوعة الحرة ويكيبيديا، فكيف بمساحة سبعة أبحر ؟!!- لتكون مِداداً لتلك الأقلام ؟!!
أم في كلمات الله تعالى التامة ؟!! قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية الكريمة: “أي: ولو أن جميع أشجار الأرض جعلت أقلاما، وجعل البحر مدادا، ومده سبعة أبحر معه، فكتبت بها *كلمات الله الدالة على عظمته وصفاته وجلاله* لتكسرت الأقلام، ونفد ماء البحر، ولو جاء أمثالها مدد” .. [تفسير ابن كثير (6/349)] !!
إن جميع مكتبات العالم؛ مهما بلغت ضخامتها، وبكل ما تحويه من مادة مقروءة أو مسموعة أو مرئيّة أو محمولة؛ لا يبلغ وصف ضخامتها قطرة بجانب هذا الوصف الرباني لعظمة كلمات ربنا التامة: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} !!
سبحانك ربي ما أعظمك !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!