الحلقة الخامسة والعشرون من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
اللفتة القرآنية الإيمانية الأولى عن مصانع الغذاء الحقيقية في العالم كله !!
في سلسلة جديدة بعد ما وفقني الله تعالى في شهر رمضان المبارك بكتابة سلسلة من التأملات في خلق السماوات والأرض، بلغت اثنا عشر مقالا، أبدأ -بعد توفيق الله تعالى- بالكتابة عن التأمل والتفكر في مصانع الغذاء الربانية العظيمة -الزرع- والتي لا يحصي عددها إلا الله تعالى !! فقد بلغ عدد أشجار الزيتون فقط في عام ٢٠٠٥ -كما ورد في الموسوعة الحرة ويكيبيديا- نحو ٨٦٥ مليون شجرة زيتون في العالم -أي ٨٦٥ مليون مصنعا غذائيا ربانيا لصنع الزيتون فقط !!- فكيف بمليارات أنواع الأشجار الأخرى، وقد بلغ تعدادها -كما يذكر أهل الاختصاص- قرابة النصف مليون نبتة مختلفة ؟!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل حظيت مصانع الغذاء الربانية هذه -التي لا يعلم عددها إلا الله تعالى- هل حظيت بالاعتراف بالفضل لموجدها سبحانه؛ كما اعتنى البشر بالإشادة لمصنع يشيّد هنا أو آخر يشيّد هناك؛ لصناعة بشرية -على قلتها، كصناعة سيارة أو طائرة ؟!- لا، ولا بعشر ما حظيت به مصانع البشر من الإشادة والاعتراف بفضل موجدها !!
إن الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض وما حوته من مليارات مصانع الغذاء الربانية؛ ثم هو لا يتأثر بوجودها لهو أعمى غير بصير، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام : ٥٠]، وقال تعالى عن خلقه للنبات: {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل : ٦٠]، فإنبات الزرع، من اختصاص الله تعالى القدير سبحانه !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!