التأمل المفيد (٢٢)

الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!

اللفتة القرآنية الإيمانية العاشرة في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم : ٨] !!

إنها الحقيقة الكبرى وراء خلق السماوات والأرض؛ التي لا ينفيها وينكرها إلا مرضى النفوس بليدي التفكير الذين لا يعقلون حقيقة البعث بعد الموت ليوم الحساب !! قال تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[الجاثية : ٢٢] !!

إنه الإلحاد في أسماء الله تعالى؛ الذي يُحدِث مثل هذه اللوثة وغيرها من الانحرافات تجاه الخالق القدير سبحانه !! فلولا انتفاء إيمان الملاحدة بأن الله على كل شيء قدير لما أنكروا البعث بعد الموت والقيام لرب العالمين .. لكن حجج القرآن الدامغة لا تتركهم يسمّمون عقول الناس ببلادتهم، بل تنزل عليهم كالصواعق؛ تحرق منطقهم الأعوج، من ذلك قوله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا • قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} [الإسراء : ٤٩-٥٠]، قال أهل التفسير: “قل لهم -أيها الرسول- على جهة التعجيز: كونوا حجارة أو حديدًا في الشدة والقوة -إن قَدَرْتم على ذلك- فإن الله يُعيدكم كما بدأكم، وذلك هيِّن عليه يسير.” !!

كيف يستقيم لمنكري البعث عقل أو منطق إذا أنكروا البدهيات والمسلمات ؟!- {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم : ٦٧]- إذا لينكروا أن من صنع من البشر شيئا -آلة أو بنى غرفة- فإنه لا يقدر على تكراره !! فكيف بالله الخلاق القادر رب كل شيء ومليكه، الذي خلقهم من عدم ؟!!

وهكذا يختار الكفار لأنفسهم -في كل مرة ومع أي موضوع- ما يشتهون، ويصفون ربهم وعباده بما يبغضون !! 
يدعون لله البنات ولهم البنين !! قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ} [الزخرف : ١٦] !!
يتهمون من يعبد الله أنه من اللاعبين، قال تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} [الأنبياء : ٥٦] !!
وهنا مع إنكار البعث بعد الموت؛ يتهمون ربهم بالعبث -تعالى الله عمّا يقولون علوا كبيرا- قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون : ١١٥] !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!