التأمل المفيد (٢٠)

الحلقة العشرون من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!

اللفتة القرآنية الإيمانية الثامنة في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص : ٢٧] !!

أقل الناس عقلا وأشدهم بلادة من يرى منشأة ضخمة بمرافقها المتعددة -كمحطة كهرباء مثلا- ثم يرى أنه لا هدف لهذه المنشأة، ولا غاية من وجودها !! بل يرى أن وجودها باطل !!

والأعجب من ذلك أن تستمر هذه البلادة عند البعض في تجاهل هذه المنشأة الضخمة؛ حتى مع وضوح حاجة أصحاب البلادة الذهنية إليها؛ وإلى ما تحويه من منافع عظيمة لهم وللناس أجمعين !!

هذه حال غير المسلمين مع خلق الله تعالى للسماوات والأرض {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} !!

إن العقلاء يربأون أن يقولوا عن إنشاء منشأة ضخمة؛ أنها أوجدت للعب واللهو، فكيف بخلق السماوات والأرض، ولذا يبادر القرآن إلى دحض ما قد يظنه بلداء الذهن سفهاء العقول من أن السماوات خلقها الله للعب واللهو، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ • لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء : ١٦-١٧] !!

لقد خلق الله السماوات والأرض بالحق؛ ولمقاصد عُظْمَى، قال تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النحل : ٣] .. قال صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران : ١٩٠]، “لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا!” حسنه الألباني [صحيح الترغيب والترهيب (1468)] !!

وما قد مر معنا من تأملات في الحلقات الأخيرة كلها تبين شيئا من الحق الذي خلق الله سبحانه السماوات والأرض لأجله !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
 كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!