الحلقة التاسعة عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
اللفتة القرآنية الإيمانية السابعة في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء : ٤٤] !!
هذه الآية العظيمة فيها رد على الصورة الكالحة التي يحاول أن يرسمها شياطين الإنس والجن عن الدين، سواء في قديم الزمان أو في هذا العصر؛ لتنفير الناس عنه، وهي إظهار المتدينين بأنهم أقلية لا تعيش واقع عصرها .. فتأتي هذه اللفتة القرآنية لتملأ مشاعر المؤمنين بأن هذا الكون الكبير الفسيح، وكل ما فيه يشاركنا الأمر الجلل الذي من أجله خلق الله الناس .. عبادته سبحانه !!
وممن تزعّم هذه الفرية -إظهار المتدينين بأنهم أقلية- عدو الله فرعون، حيث حكى القرآن عنه قوله عن أتباع موسى عليه السلام: {إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ • وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ • وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} [الشعراء : ٥٤-٥٦] .. غير أن الله تعالى أهلكه، ونصر عباده المؤمنين؛ الذين استقلهم فرعون، واحتقرهم، وَحَرَّض الناس عليهم !!
وكذلك تزعّم هذه الفرية المنافقون، حينما أرادوا تصوير الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه بأنهم قلة مغرورة بدينها، قال تعالى: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال : ٤٩] .. وكيف لو عاش أولئك المنافقون ورأوا كيف أظهر الله دينه في العالمين ؟!
ولذا نجد أن القرآن الكريم يكثر وينوع من بيان عبادة وتسبيح وسجود كل شيء لله تعالى .. من ذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد : ١٥] !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!