الحلقة الخامسة عشرة من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!
مع اللفتات القرآنية الإيمانية، حتى نزداد بها معرفة بربنا العظيم !!
اللفتة القرآنية الإيمانية الثالثة في خلق السماوات والأرض:
قال الله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ} [المؤمنون : ٧١] !!
الكون بسماواته وأرضه وما فيهن مسيّر بنظام إلهي محكم، لم يتّبع ربنا فيه أهواء البشر في تدبيره، وهي لفتة إلى ضرورة وأهمية النظام الإلهي في حياة الناس، حتى لا تفسد وتعمّها الفوضى إذا أداروها بأهوائهم بمنأى عن نظام خالقهم الذي ارتضاه لهم !!
هذا وإن من التناقض البين لدى غير المسلمين؛ رفضهم أن يسيّر خالقهم نظام حياتهم !! في الوقت الذي أشبعوا فيه كتب الإدارة نُصحا لمن يرغب في النجاح في إدارة مؤسسته؛ بضرورة محاكاة الناجحين في إدارة مؤسساتهم !!
والآية الكريمة جمعت بين النصح والتحذير للبشر !! نُصحا بالنظر إلى حـسن تدبير الله تعالى وتسييره لهذا الكون .. وتحذيرا من دمار وفوضى وفساد للمجتمعات البشرية إذا استقت منهجا وهدى من غير خالقها العليم الحكيم !!
وفي هذا العصر وضح لكل ذي بصيرة أن الفساد العارم الذي يغشى البشرية إنما هو نتيجة التمرد على منهج الحق سبحانه، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم : ٤١] !!
وإذا كان العقلاء اتفقوا على أن من يصنع آلة أو جهازاً، فإنه أولى بوضع برامج صيانته ووسائل الحِفاظ عليه، فإن الله تعالى أوضح هذا المنطق الصحيح في كتابه في جزء من آية كريمة، قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}[الأعراف : ٥٤] .. فالذي يخلق -سبحانه- هو من يأمر .. قال أهل التفسير : “ألا لله الخلق كله، والأمرُ الذي لا يخالف ولا يردّ أمره” !!
سبحانك يا حكيم .. ما أعظمك !!
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!