التأمل المفيد (١)

الحلقة الأولى من سلسلة “كونوا ربانيين”، قال تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[آل عمران : ٧٩] !!

ما معنى “ربانيون” ؟!!
قال أهل التفسير: “كونوا حكماء فقهاء علماء بما كنتم تُعَلِّمونه غيركم من وحي الله تعالى، وبما تدرسونه منه حفظًا وعلمًا وفقهًا” !!

هذه النسبة العظيمة إلى الرب سبحانه وتعالى، التي يشرِّف الله تعالى بها من يوفقه من عباده المؤمنين !! هل وقفنا معها وقفة تأمل لاستيعاب معناها العظيم ؟!

يفتخر البعض بنسبتهم إلى مذهب إسلامي محمود ! فيقال: هذا حَنفي .. وذاك حنبلي .. والآخر شافعي .. ورابع مالكي .. وهكذا .. !! لكن الله تعالى -مصدر الوحيين- لم يختر لنا الانتساب حتى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال لنا محمديون !! بل اختار لنا الانتساب إليه -وهو الرب سبحانه-فقال تعالى: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} !!

إنه الانتساب الأعظم والأشرف لأي إنسان أن يكون اعتقاده وعبادته وتعامله مستقى من هدى ربنا سبحانه، ذي الأسماء الحسنى والصفات العلى !! {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} !!

فمن علم ربنا تعالى نتعلم !! ومن حكمته سبحانه نقتبس الحكمة !! ومن عزته وهو العزيز .. نتعلم العزة !! ومن كرمه وهو الجواد الأكرم .. نتعلم العطاء !! ومن وفائه بالعهد -ومن أوفى بعهده من الله تعالى- نتعلم الوفاء !! {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} !!

وعلى رأس قائمة الفخر والشرف والانتساب إلى ربنا سبحانه وتعالى !! هو أن نتعلم منه ومن هدي نبيه صلى الله عليه وسلم كيف نكون ربانيين في دعوتنا إلى الله تعالى، وربنا يقول لنا: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ} [النحل : ١٢٥] !!

ولذلك فإنني عازم -بعون الله وتوفيقه- على الكتابة عن توجيهات ربنا سبحانه وتعالى في الدعوة إليه حتى نصدق في الانتساب إلى ربنا تعالى في مجال الدعوة الواسع العريض !!

اللهم ارزقنا التفكر في آياتك ..
نواصل الحديث -بعون الله تعالى وتوفيقه- في الحلقة القادمة ..
كتبه/ محب الخير لنفسه وللمسلمين والمسلمات .. فؤاد بن علي قاضي .. غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين ..
انشر .. لعلنا ننتفع جميعا ونؤجر .. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه) !!